الدّليل على أنّني أفرطتُ في الكحول أعرفه من فمي، من حركته المتشنِّجة في نومي، وريقي الذي تجمَّع فوق لساني. هنا تبدأ المجادلة التي لا نهاية لها بين ثقل جسدي ورغبتي في القيام من فراشي، أريد أن أقوم لأغسل أسناني. تخيُّلُ الإحساس بحركة الفرشاة الدّائرة فوق لثتي وأسناني يجعلني أهمّ بالقيام، لكن جسدي مثل حجر، أعضائي تحوّلت إلى أكياس مملوءة بالرّمل، لا أستطيع رفعها أو تحريكها من موضعها، أهمُّ برفع يدي اليمنى على عيني فأجدها ثقيلة، فأكتفي بمدِّها إلى سروالي ولمس عضوي المنتصب، أتحسّسه وأنا أتذكّر ابتسامة ميشيل وهي خارجة من الحمّام تقول إنّها تمنّت لو أنّها كانت رجلاً كي تقف وتبول في حوض غسل الوجه مثلما أفعل:
- أكره صوت تبوّلي لأنّه عال، صوت سقوط دفقة البول على الماء المتكوِّم في الأسفل يجعلني أصحو من سُكري وأنتبه إلى أنّكَ في جلستك هذه خارج الحمَّام تسمع هذا الصّوت فأغتاظ أكثر، أنت محظوظ أنّك رجل.
تركب فوق مؤخرتي مفتوحة السّاقَين وتبدأ كفَّاها في دعك ظهري وعمودي الفقريّ. أتأوَّه من ضغط كفِّها عميقاً، تبدأ أصابعها الضّغط بخفَّة لتزداد قوّة هنا أو هناك، تأوُّهاتي تقود يدها إلى مواضع الألم، ويدها تقود تأوُّهاتي إلى الانفلات
أضحك:
- أنا أيضاً أحسدك على جنونك.
- ميرسي، نبيذ؟
- من فضلك، همممم، جميلة اليوم.
- أعرف، ها، احك.
- عن ماذا؟
- أي شيء.
- لا شيء!
ونصمت.
- مساچ؟
- مستعدّة؟
- تعال، اشتريت زيت مساچ بالأمس، سيعجبك.
أخلع الـ T-shirt الخفيف وأنام على بطني فوق فراشها الصّغير، منتظراً أوّلى قطرات باردة من الزَّيت الثّقيل الذي بدا في القنّينة برتقاليّاً. تركب فوق مؤخرتي مفتوحة السّاقَين وتبدأ كفَّاها في دعك ظهري وعمودي الفقريّ. أتأوَّه من ضغط كفِّها عميقاً، تبدأ أصابعها الضّغط بخفَّة لتزداد قوّة هنا أو هناك، تأوُّهاتي تقود يدها إلى مواضع الألم، ويدها تقود تأوُّهاتي إلى الانفلات:
- هنا، نعم…
- كتفك محطّمة!
- بالضّبط.
تعدل من وضع مؤخّرتها فوق حزام بنطالي الچينز:
- دعني أزيل البنطال.
أنقلب على ظهري وأنا أتناول سيجارة جديدة وأشعلها. تفتح إبزيم حزامي بأصابع تعرف ماذا تفعل وتشدّ بنطالي ثم سروالي الدّاخلي:
- هكذا أفضل.
ألتفت إليها بعد انتهائي فأجدها تعرَّت تماماً، تدفعني إلى حوض الاستحمام وهي تحذِّرني مثل أمٍّ: حاذر أن تنزلق قدمك فتكسر عنقك، لا أريد جثَّة في بيتي، على الأقلّ الليلة.
أضع السّيجارة في المنفضة جوار السّرير وأنقلب من جديد على بطني، أغمض عينيّ وأنا أرهف حواسِّي لحركة أصابعها المدرَّبة على كتفَيَّ وعمودي الفقريّ. ميشيل تعرف كيف تصل إلى مواضع الألم، تعرف بحسِّها أكثر من خبرتها بالمساچ، أسمعها تتنهَّد وهي تريح يديها قليلاً بسحب بعض أنفاس من سيجارتي التي تركتها في المنفضة:
- كأسك فارغة.
- …..
- أصبُّ لك.
- Ok.
تقفز من فوقي على أرضيّة الغرفة ذاهبة إلى الثّلاجة الصّغيرة في جهة اليسار، أرقب ردفيها المرفوعين وأنا راقد على بطني، فأرى بلوزتها وقد استكانت من الخلف بين ردفيها. بعد خطوتين تمدّ يدها اليمنى وتسحب البلوزة وهي تنحني على الثلّاجة:
- أكاد أشعر بعينيك.
- …..
- مشكلتي أنّني أعرفك.
- ردفاكِ دافئان، مسكينة بلوزتك، ستحترق يوماً.
- Fuck you.
***
“أملك أربعة أشياء تملكني؛ روحي وقلبي وعقلي.. وعضواً غريباً بين فخذَيَّ”.
فلسفة ميشيل حين تبدأ في الشّعور بخفَّة الحشيش تتسرَّب إلى دمها كانت تسحرني، فابتسم صامتاً مغمضاً عينيَّ وأنا أستلذُّ بدفء ردفيها السّاكنين عاريين تحت رحمة يدي اليمنى، وهي تجلس جواري على أرضية الغرفة.
- تنقع همومك؟!
وقبل أن أستوعب السّؤال تكون بخطوات قصيرة في الحمَّام المفتوح بابه على الصالون، تنحني وهي تفتح صنبور حوض الاستحمام وتسدّ فتحة تسريب المياه، تضع تحت مياه الصّنبور التي تندفع بقوّة مزيجاً من الزّيوت العطريّة المساعدة على الاسترخاء ومسحوق استحمام يصنع رغوة ورديّة. سريان الماء السّاخن فوق هذه المساحيق والزّيوت كان يشيع في الشقَّة الصّغيرة إحساسا مخدِّرا بالدّفء والحميميّة، فأبدأ في التّكاسل أكثر، وأشعر بأن أعضائي صارت مخدَّرة ولا أستطيع الوقوف، رغم رغبتي الحارقة في التبوّل بعد كؤوس البيرة التي تجرّعتها. أرقبها تتحرّك يميناً ويساراً، تحضر مناشف حمَّام جديدة، وتضيء شموعاً عطريّة توزّعها في أرجاء الحمّام والصّالون، وهي تطفئ أنوار المكان الكهربائيّة. حالة العتمة التي تسود المكان وهي تتحد مع سخونة المياه المندفعة في حوض الاستحمام، كانت تردّني إلى طفولتي حين كانت تحمّمنا أمِّي واحداً بعد الآخر في طشت الاستحمام الدّافئ في ليالي الشّتاء الباردة، فأبدأ في العودة إلى الوراء وتخايلني رؤى ومشاهدات أستعيدها من البعيد ليد أمِّي تتحرّك على جسدي بليفة الاستحمام القاسية، وهي ترفع يدها عالياً بالكوب المملوء بالماء السّاخن الذي سحبته من صفيحة مياه تغلي فوق وابور الكاز، لتدلقه فوق رأسي فيزيل رغوات الصّابون عن جسدي، وأرى صدري الصّغير الضّامر يلمع من أثر المياه، وتملأ أنفي رائحة الصّابون المعطَّر، فأشعر وهي تنشّف أعضائي برغبة حارقة في ارتداء ملابسي بسرعة، كي أدخل تحت غطاء سريري، وأنام ملتذَّاً بحالة الدّفء النّظيف التي أشعر بها بعد كلّ مرَّة تحمِّمنا فيها.
فلسفة ميشيل حين تبدأ في الشّعور بخفَّة الحشيش تتسرَّب إلى دمها كانت تسحرني، فابتسم صامتاً مغمضاً عينيَّ وأنا أستلذُّ بدفء ردفيها السّاكنين عاريين تحت رحمة يدي اليمنى
- هالوووو، هل نمت؟ حوض الاستحمام ينتظرك.
أرمي رأسي إلى الوراء وأنا أجاهد في فتح عينيَّ، محاولاً تناسي انتصابي الحاد الذي يشتدُّ، ليس من أثر التّهيج، بقدر ما هي محاولة لا إرادية من جسدي لنسيان رغبته الممضَّة في التبوُّل:
- هل من الممكن أن تساعديني في إفراغه قبل أن أبلّل نفسي؟!
تضحك وهي تجذب يدي لتساعدني على النّهوض. بعد لحظات أكون عارياً أمام حوض غسيل الوجه المجاور لحوض الاستحمام، الذي امتلأ إلى نصفه بماء ساخن تغطِّيه رغوات ورديّة، وتنبعث منه روائح مدوِّخة لمزيج الزّيوت العطريّة. كانت ميشيل خلفي تسند ظهري بيدها اليمنى وتمسك باليسرى عضوي، وهي توجِّهه إلى فوَّهة حوض غسيل الوجه:
- أسرع قبل أن تبرد الحمم المعطَّرة.
كنت في هذه اللحظات أحاول القبض على لذَّة سريان البول بعد احتقانٍ زاده كسلي، تلك اللذّة الآسرة التي تضربني بمتعة مختلفة، لذّة أشعر معها كأنَّني أتخفَّف من كيس مملوء كان على وشك الانفجار داخلي. ألتفت إليها بعد انتهائي فأجدها تعرَّت تماماً، تدفعني إلى حوض الاستحمام وهي تحذِّرني مثل أمٍّ:
- حاذر أن تنزلق قدمك فتكسر عنقك، لا أريد جثَّة في بيتي، على الأقلّ الليلة.
رفعتُ قدمي اليسرى وتحسَّستُ سخونة الماء، الدّفء الذي وصلني، خدَّرني أكثر، وجعلني أسارع في الجلوس في حوض الاستحمام مغطِّياً عُريي كلَّه تحت رغوات الماء السّاخن. ظلَّت ميشيل تسندني حتى اطمأنَّت إلى جلوسي، ثم خرجت إلى الصّالون وعادت وبين يديها طاولة قصيرة، عليها مطفأة سجائر فارغة وعلبة مارلبورو بيضاء وعدد من سجائر الماريجوانا الملفوفة:
- وهكذا.. نكون في الجنَّة.